الاثنين، 31 يوليو 2017

م = 1\2( ج . ز2 )




الزمن العربي كما بدا لي في هذا العمل النحتي 






م = 1\2( ج . ز2)
المجال = 1\2 (الجاذبية × الزمن مربع ) وباللاتنية تأتي كالتالي :
S= ½( g . t2
تظهر لنا هاته المعادلة للمجال الطبيعي وزمنها في وقتنا الحالي بديهية جدا .
لكنه في بداية التفكير في شأنها أضنت عقولاً جبارة قبل الإحاطة بها .( ولست هنا من هواة خرذلة رموز الكلام الفزيائي فتكفيني هموم التشكيل وإنما دعاني إلى ذلك إلحاح التساؤل)
كالتساؤل الذي وقع قبل 300سنة من الآن وكان : هل تتناسب سرعة حركة الزمن الطبيعي و المجال المقطوع أم لا ؟
وكيف تتغير السرعة في هذا المجال ؟
فاستعصت عليهم الأمور لعدم وعيهم بشكل حركة الزمن إلى أن نقله جليلو جليلي (1)عن إبن سينا .

أشير هنا بأنني لا أعني بالزمن الطبيعي الأيام والشهور والسنوات ولا توقيت حركة الساعات الزمنية التي تعتمد على خط وسط السماء في تحديد وقت الظهر والعصر والمغرب والفجر والتي تتغيّر بإرتفاع الشمس أو إنخفاضها حسب موقع الأرض من الشمس، ولا أعني حركة الساعات المعتدلة التي تنحصر في وحدة دور 360° حيث قوس ساعة واحدة يساوي 15° أو خمسة عشر من خطوط الطول . فهاته الأزمان مشروطة بقياسات الدور.ولو أنها وقياساتها تدخل في مجال الزمان .أو كما يقول إبن سينا شيئ في الشيئ .

أعني إتساع ذلك الزمان الطبيعي الخطي المتتابع الموعي به في حد ذاته كالخط التاريخي المتتابع، سعته تكبر أو تصغر حسب الحدود التي نضعها له ، حيث سرعة الحركة أو بطئها هي الدالة على وجوده ، بإعتبار أن الحركة لا تقع إلا في مجال ذو مسافة ينتقل فيها المتحرك(الموضوع) من نقطة إلى أخرى أو من حالة إلى أخرى .

فإذا ما أخذنا مثال حركة المقذوف الذي رماه غليلي من أعلى الصومعة لمعرفة هل تتناسب سرعته والمجال المقطوع ،
وتغاضينا عن عامل الكتلة في المقذوف والجاذبية الأرضية واستبدلنا الرمي بالدفع ، وألقينا من أعلى الصومعة صرخة صوت ونحن نعرف أن سرعة الدورة في الموجات الصوتية هي 340م\ث . فإذا ما كانت الصومعة أعلى من 340م فبدون شك سيكون الزمن أطول من سعة ثانية واحدة ليصل الصوت إلى الأرض . ويمكننا حتى دفع موجة إذاعية يصل تردد الدورة فيها إلى أكثر من عشرة ألف مليون دورة في الثانية هاته الدورات أو الأجزاء الصغيرة المتحركة والمتتابعة تدلنا على أزمانها ولو أن هاته الأزمان سعتها بسيطة للغاية كجزء المليون من الثانية .
والبديهي من التتابع أن لكل جزء من هاته الأجزاء بداية ونهاية حيث قياس وسط كل جزء هو أكبر عددا من بدايته وأصغر من نهايته ، وذلك الوسط هو : الآن المتجدد



أبوعلي الحسين بن عبدالله بن الحسين بن علي بن سينا(370-428ه)
رسم تخيلي لشخصية أبن سينا من طرف صاحبه المجهول ، عن ويكيبيديا







هذا هو المبهم الذي توصل إلى تعريف شكله إبن سينا ( الوراق \ الطبيعيات \ص 93 ):
حيث يقول : (2)

.(" ولولا الحركة مما يفعل في المسافة من حدود التقدم والتأخر لما وجد للزمان عدد، لكن الزمان يقدر الحركة والحركة تقدر الزمان. والزمان يقدر الحركة على الوجهين:احدهمما انه يجعلها ذا قدر، والثاني انه يدل على كمية قدرها والحركة تقدر الزمان على انها تدل على قدره بما يوجد فيه من المتقدم والتأخر،
ومن المباحث في امر الزمان ان نعرف كون الشيء في الزمان، فنقول:انما يكون في الزمان على الاصول التي سلفت، بان يكون له معنى المتقدم والمتأخر، وكل ماله في ذاته معنى المتقدم والمتأخر فهو اما حركة واما ذو حركة. اما الحركة فذلك لها من تلقاء جوهرها، واما المتحرك فذلك له من تلقاء الحركة. ولانه قد يقال لانواع الشيء ولااجزائه ولنهايته انها شيء في الشيء فالمتقدم والمتأخر والان ايضا والساعات والسنون يقال انها في الزمان. فالان في الزمان كالوحدة في العدد، والمتقدم والمتأخر كالزوج والفرد في العدد، والساعات والايام كالاثين والثلاثة والاربعة والعشرة في العدد، والحركة في الزمان كالعشرة الاعراض في العشرية، والمتحرك في الزمان مثل الموضوع للاعراض العشرة في العشرية، ولان السكون اما يتوهم مستمرا ثابتا ابدا، واما ان يتوهم بحيث يعرض له تقدم وتأخر بالعرض، وذلك بسبب الحركتين اللتين يكتفيانه، اذ السكون عدم حركة فيما من شانه ان يتحرك لا عدم الحركة مطلقا، فلا يبعد ان يكون بين حركين، فمثل هذا السكون له بوجه ما تقدم وتأخر فهو، ادخل وجهي السكون في الزمان دخلا بالعرض والتغيرا ت التي تشبه الحركة في انها تبتدء من طرف الى طرف، كما تأخذ التسخن من طرف الى طرف، هي داخلة في الزمان لاجل ان لها تقدما وتآخرأ. فاذا كان تغير ما يأخذ المتغير كله جملة فيذهب الى الاشتداد او النقص أ فان له من الاتصال الاتصال الزماني فقط، فان له تقدما وتأخرا في الزمان فقط. ولذلك ليس له فاعل الزمان الذي هو اتصال الحركة فيعه مسافة او شبه مسافو وهو مع ذلك ذو تقدم او تأخر، فهو متعلق بالزمان، فوجوده بعد وجود علة الزمان وهو الحركى التي فيها ماتقال، فهذه التغيرات تشارك الحركات المسافية في انها تتقدر بالزما ولاتشاركها ان الزمان متعلق الوجود بها معلول لها، فان هذا للمسافات وحدها."
"والشيء الموجود مع الزمان وليس مع الزمان فوجوده مع استمرار الزامان كله هو الدهر، وكل استمرار وجود واحد فهو في الدهر، ونعي بالاستمرار وجوده بعينه كما مع كل وقت بعد وقت على الاتصال، فكان الدهر هو قياس ثبات الى غير ثبات، ونسبة هذه المعية الى الدهر كنسبة تلك الفنية من المكان ونسبة الامور الثابتة بعضها الى بعض. كانهما وقعا معا، وكانهاما ان واحد، وان كانت التعقب والاستبصار يمنع الذهن عن ذلك في ادنى تامل ولكن الى ان يراجع الذهن نفسه يكون الاثنان كأنهما وقعا معا." )

…………………………..


فالفترة الزمنية عند إبن سينا كيفما كانت دقتها وصغرها أو كبرها يكون شكلها كالرسم التالي:




حيث تتتابع الآنات الزمنية تأتي كتتابع الأرقام الفردية : 1-3-5-7……فالآن دائما يقفز إلى المابعد مُدغِماً الماقبل . وهذا ما فطن إليه
غاليلو غاليلي عكس الفنان التشكيلي المشهور ليوناردو دا فينشي الذي إتبع سياق العدد
1-2-3-4…… فأتت نتائج نظرياته غلط .
غاليلي بدون شك إتبع كلام إبن سينا ، فابن سينا كان معروفا آنذاك في الغرب كما نرى إسمه مدرجا عند ابراهيم إبن عِزرى أحد المترجمين اليهود للكتب العربية الخاصة بالرياضيات والعلوم الفلكية .(3)

الشكل الثلاثي للزمن عند إبن سينا هو شكل الزمن العربي الطبيعي والصحيح والسليم ، إذا ما إختلت الحركة في أي جزء منه أنفصم وتعثر وتوقف
هذا التجلي في الرؤيا لإستنباط المبهم الذي نراه عند إبن سينا ، يعود في الأساس إلى ميزة من مميزات العقل العربي فعندما يستعصي عليه تعريف المبهم يحيله على تحركات حدوده ، وكأن هاته الحدود حروف الكلام الدالة على الضمير المستتر،باعتبار المبهم فاعل مهم أكثر منه كعامل من عوامل التغير .
نجدها عنده في حساب تحديد عرض البلدان عندما يحدد عرض البلد من خلال إرتفاع نجم دائم الظهور (هناك أمثلة كثيرة ، لكنه ظهر لي أن هذا المثال ولو مع بساطته فهو أنسب لأنه حان وقت رفع النظر نحو سماء ليل العرب )

يقول الفلكي المغربي إبن باصو:(4)
"ونصل إلى معرفة عرض البلد أيضاً بالكواكب التي تدور حول القطب الشمالي ، وهي الدائمة
الظهور ببلدك ، بأن تأخذ إرتفاع كوكب منها أرفع ما يكون ، ثم تأخذ إرتفاعه أخفض ما يكون ،
ثم تجمع العددين وتأخذ نصف ما إجتمع فهو عرض بلدك ، فانقصه من 90 يبقى إرتفاع نقطة
الإعتدال ببلدك ."
المبهم هنا هو إرتفاع مكان القطب لتحديد عرض البلد ، يُعرف أن القطب الشمالي موجود في رقعة من السماء تقربا خالية من النجوم قرب نجمة القطب ، ولتحديد موقعه بالضبط في السماء ، يستعين إبن باصو بأحد النجوم الدائرة حوله .(انظر الرسم 1)

تكون :
ق= نقطة القطب التي نبحث عنها ،ترتفع عن دائرة الإستواء 90° ؛
أ ن = أعلى إرتفاع للكوكب ؛
أ ن’ = أعلى إنخفاض للكوكب ؛
ينطلق من أنَّ :
( أ ن + أ ن’) ÷ 2 = أ ق = عرض البلد ؛
حيث :
أ ن = ن ق + ق ن’ + ن’ أ ؛
ن ق= ن’ق لكونهما نفس الشعاع لدور النجم حول
القطب ق.
وبالتالي :
(الإرتفاع الأكبر + الإرتفاع الأصغر) ÷ 2 =
=( 2 ن’ ق + 2 ن’ أ ) ÷2 = أ ق ،وفعلاً هو عرض البلد
وبما أن :
ب ق = 90°
ب ق ـ أ ق = أب وهو إرتفاع الإعتدال للبلد.
(تقريبا نفس النتيجة ونفس الرسم عند الدارسة إميليا كالبو لابارتا , لكنها لا ترى بأن هذا التمرين وغيره هو بالنسبة لإبن باصو كالرفعة للفاعل عند النحوي ، فهو يرى الكرةالكونية كوحدة وكبنية متكاملة .
زيادة على ذلك يعتمد على كسور الأوتار الشيئ الذي لا يستعمل الآن ، فيكفيه بمعرفة أن وترـ أن’ – يتكرر كتكرّر وتر شعاع دور الكوكب ليقسم المجموع على إثنين .
وأكثر من ذلك يستعمل هاته التمارين لغرض ، وليس لحد ذاتها كما نفعل نحن بمراجعتها.)




صورة حركة النجوم حول القطب
إذا ما تركنا عين آلة التصوير مفتوحة لمدة زمنية غير قصيرة كما هو شأن هاته الصورة للقطب الشمالي ، نلاحظ كيف يمتص مسحوق الشريط ضوء النجوم التي تبدو ومسار ضوئها وكأنها تدور حول القطب ، وفي الحقيقة هذا الدوران هو إنعكاس لحركة الأرض حول نفسها .

(الصورة ل :
Vicente Aupi, FOTOGRAFIAR EL CIELO)





……………………………………………….


المراجع
ـــــــــــــــــ

(1)
J. Rey Pastor , Universidad de Madrid
la ley de la caida de los grves sobre un doble error imputado a Galileo
Homenaje a Jose Maria Villacrosa , C.S.I.C

يقول غاليلي في إحدى رسائله لصديقه الراهب باولو ساربي 16 أكتوبر 1604
" بعدإعادة التفكير حول مسائل الحركة(التي و) لأجل البرهنة على الحوادث الملاحظة من طرفي ، كان ينقصني مبدأ بديهي للغاية لأتمكن من وضعه كثابت بديهي قاطع ، فتوصلت إلى طرح له كثير من الطبيعي والبداهة .
وعندما سلمنا بهذا الطرح، أبرهن من بعد هذا (الباقي) أي : بأن المجالات
المجتازة في الحركة الطبيعية هي متناسبة وضعف الأزمنة ، وبالتالي المجالات المجتازة هي أزمنة متساوية ، هي كالأرقام الوترية إبتداءاً من الوحدة ؛ وكل الأشياء الأخرى .
ومبدأ هذا:
هو أن المتحرك الطبيعي تزداد سرعته مع تلك النسبة التي تبتعد عن أصل حركته،

كما ، مثلاًً سقوط مجذوب من مركز - أ- (منطلق) على خط أب ج د ، أظن بأن الدرجة التي عنده في ج هي التي كانت في ب كالمسافة أ ج (بالنسبة) للمسافة أب ، وهكذا تباعا السرعة في د أكبر من ج ، كالمسافة في أ د هي أكبرمن المسافة أج
………………… "

(2)-

http://www.alwaraq.net/index2.htm?i=517&page=1
(3)-
El libro de los fundamentos de las tablas astonomicas,
R.Abramam Ibn ezra.
Jose M.Millas Villacrosa , C.S.I.C., Madrid, Barcelona 1947

(4)-
إبن باصو : هو أبو علي الحسين ابن باصو (توفي في 716ه \1316م )من كتبه:
"الصفيحة الجامعة لجميع العروض" .
المكتبة الملكية ، الرباط .
أنظر كذلك :
دراسة حول" الصفيحة الجامعة لجميع العروض لإبن باصو" لإميليا كالبو لابارتا ،
المجلس الأعلى للأبحاث العلمية ، مدريد . 1993
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ